-A +A
عبدالله يوسف بكر
ظهرت الألعاب الآسيوية بصورة جميلة عكست رقي وقدرة كوريا الجنوبية على إقامة البطولات العالمية بكفاءة عالية.
وقد أسعدنا أبطالنا الكبار سعيد المسرحي وعبدالله شربتلي وفهاد السبيعي وسلطان الحبشي وإسماعيل صبياني وأحمد خيري ومحمد البيشي وفيصل الشعلان وعبد الرحمن الراجحي وسلمان المقعدي وعبدالعزيز لادان الذين حققوا ميداليات ثمينة للمملكة وكانوا سبباً في رفع علم بلادهم لعدة مرات بين الدول الآسيوية ونتقدم إليهم بالتهنئة الحارة والشكر الجزيل.

وما يلاحظ على الدورة هو التفاوت الكبير في المستويات حيث انحصرت المنافسة الشديدة بين ثلاث دول (الصين وكوريا واليابان) والذين هيمنوا على أكثر من نصف ميداليات البطولة.
كما حقق أبطال آسيا العديد من الأرقام الآسيوية الجديدة في مختلف الألعاب مما ينبئ بمنافستهم باقي دول العالم في البطولات العالمية مستقبلا.
وحققت الدول العربية 66 ميدالية من مجموع ميداليات الدورة (1454) وهي نسبة متواضعة في حدود 4.5%.
ورغم حجم وإمكانات السعودية إلا أن حصولها على 3 ذهبية و3 فضية وبرونزية واحدة ذلك في أربع لعبات من أصل 24 لعبة شاركنا فيها، لا يتماشى مع طموحات وتطلعات المسؤولين والجماهير السعودية.
وإذا نظرنا إلى البطولات السابقة نجد أن السعودية حققت عددا أكبر من الميداليات في البطولتين الماضيتين مما يوضح أننا لا نسير في الاتجاه الصحيح رغم مشاركتنا منذ 36 عاماً في 8 بطولات آسيوية وهي مدة طويلة.
غير أن ما أثلج صدري رغبة واهتمام الأمير عبدالله بن مساعد في وضع حد لذلك والعمل على تحديد الأسباب ودراستها وتطوير قدرات المنتحبات السعودية للألعاب المختلفة لتكون في مستوى التطلعات، وقد استعان بالمهندس لؤي ناظر للقيام بهذه المهمة الصعبة والذي علمت أنه سيتعاقد مع جهة متخصصة للقيام بذلك وهي خطوة جيدة، وأرى أن تكون الدراسة على نطاق شامل بحيث ننشئ جيلاً من الأبطال في مختلف الألعاب ولا يأتي ذلك إلا بالاهتمام بالرياضة المدرسية مع رياضة الأندية.
كما أن تزويد جميع مناطق المملكة بالملاعب والساحات والصالات والمسابح قادرة على إظهار الخامات الجيدة لصقلها.
وبنفس الدرجة من الأهمية علينا تطوير المناهج ومدرسي التربية البدنية في المدارس ومدربي الألعاب المختلفة في الأندية.
ومن الأفكار التي قد ترفع من نتائج الألعاب المختلفة إنشاء أندية مستقلة لها تقوم برعايتها بعض الشركات بدلاً من أن تكون مهملة ضمن أندية لا تهتم سوى بكرة القدم.
وهناك الكثير من المناطق بها خامات جيدة لا تظهر لعدم وجود الملاعب والتدريب الصحيح والاحتكاك بمستويات عالية، وعلى سبيل المثال فالجنوب يمكن أن ينتج الكثير من لاعبي ألعاب القوى وقد أعطى الاهتمام ببعض اللاعبين من الجنوب نتائج عالمية ومنهم الأبطال هادي صوعان ويوسف المسرحي وغيرهم.
والعمل على نطاق واسع يغطي جميع مدارس وأندية وأحياء المملكة وبدءا من الأعمار الصغيرة يتم البناء السليم والتطوير المرحلي وهذا يعطي أعدادا وفيرة ويخلق منافسة شديدة في جميع الألعاب فنحصل على أبطال فيها جميعاً.
ولا مانع من ابتعاث المتميزين منهم للتدريب خارجيا كخطة عاجلة مع عدم إهمال التطوير الداخلي على مستوى المملكة حتى لا نفقد اكتشاف الكثير من الكفاءات والقدرات المخفية والتي يمكن أن تحقق الكثير من الميداليات للمملكة مستقبلا.
والعمل الجاد من الآن بدون شك سيظهر أثره بعد سنوات خلال البطولات القادمة بإذن الله.